قطرات المطر
صوت قطرات المطر يداعب أذني
وأنا أنصت باهتمام أهي حقيقة أم أنا أتوهم
فقلت لأمي إني أسمع قطرات المطر
وانطلقتُ لأفتح الباب واقطع الشك باليقين
نعم يا أمي إنه المطر
وما هي إلا لحظات حتى تكاثرت قطرات المطر وانهمرت بشدة
وأنا أجول بناظري متأملة ومتمتة "اللهم صيباً نافعاً"
فما أجمل لحظات المطر ! حيث تشعرك أن رحمة الله تتنزل
وتشعر بانشراح في الصدر ونشوة وفرح
وبعد توقف المطر خرجت للتنزه وبينما أنا أسير في الطريق
وأستنشق عبير الأشجار ورائحة التراب الندية
يالها من رائحة عطرية زكية
وإذ بي أشاهد بنت الجيران الصغيرة وقد ابتلت ملابسها وفتحت شعرها وهي تحركه يميناً ويساراً في فرح وسعادة
وما إن شاهدتها حتى عادت بي الذكريات لعدة سنوات
إنها سنوات الطفولة البريئة الممتلئة فرحاً ولعباً
سنوات الطفولة التي لايقيدها شيء
فقد كانت سنوات الطفولة رائعة
حيث لا هم يوقفنا ولا مسؤلية تقيدنا
ولا نهتم لمن دخل أو خرج فلنا عالمنا الخاص
إنها عمر الحرية بمعنى الكلمة
وبينما أنا في غمرة ذكريات طفولتي الجميلة
إذ بذاكرتي تعود بي إلى حاضرنا
نعم لقد عادت بي إلى واقعنا الإسلامي
فتذكرت أطفالاً حُرموا حريتهم
أطفالاً حُرموا طفولتهم
بسبب محتل غادر أو طاغية جبار لا يهمه سوى عرشه
إنهم أطفال فلسطين وأطفال سوريا وأطفال اليمن
وأطفال العراق وأطفال الأحواز وغيرهم الكثير والكثير
فمنهم من فقد أبويه واسودت الدنيا في عينيه
ومنهم من قُطعت أطرافه وفقد كل آماله
ومنهم من أصبح رماداً تحت الركام
ومنهم المئات بل الألآف مشردون بلا مأوى أو طعام أو شراب
فإين حقوق الإنسان المزعومة عن كل هذا؟
أم أنهم لا يعترفون بإنسانية المسلم؟!
نعم هم لا يعترفون بإنسانية المسلم ولا حتى حقه في العيش
ولكن لنا رب نسأله أن يمن بنصره على كل مستضعف
ونسأله أن يجعل الذلة والصغار على كل ظالم
بقلم / أنوار المجد
١٥/ رجب/ ١٤٣٦هـ