آلة الزمن
لقد كانت أمنيتي عندما كنت صغيرة
أن أجد آلة تنقلني من زمن إلى آخر
ومع الأيام تلاشت هذه الأمنية
لأنني أدركت أنها أمنية مستحيلة
ولم أكن أعلم أن هذه الآلة موجودة بالفعل
وفي متناول الجميع !
ولكن قد غفل عنها الكثير
وقد كنت من ضمن الغافلين عنها
و عندما قررت الإبحار في عالم القراءة
وتقليب صفحات الكتب تذكرت أمنيتي القديمة
هاهي تتحقق على أرض الواقع
فعندما أغوص بين دفتي الكتاب وخاصة كتب التاريخ والسير
وكذلك كتب الأدب اللطيفة
أجدني أتنقل من زمن إلى آخر
وأشعر أنني أعاين تلك الأزمنة وكأنني عشت فيها حقيقة
فالكتب قد تسافر بنا إلى عصر النبوة عصر البطولات والتضحيات
عصر الفتوحات وانتشار الإسلام
وقد تعود بنا إلى عصر قد تكالب فيه الأعداء على أمة الإسلام
عصر الإستخراب الصليبي
الذي ملأ الدنيا قتلاً وظلماً لأمة الإسلام
من أجل اغتصاب أرضهم وإطفاء نور الله
وقد تنقلنا هذه الكتب إلى أرض الأندلس جنة الله في أرضه لتخبرنا
كيف نشر المسلمون عدل الإسلام وكيف عمروها
وجعلوها مرتعاً للعلم والعلماء وصرحاً حضارياً فريداً
حيث أبهروا بحضارتهم الشرق والغرب
وقد تسافر بنا عبر محطات الزمن المختلفة
و تتنقل بنا بين بطولات شباب الإسلام
الذين فتحوا الدنيا وسجلوا بدمائهم أروع البطولات
على مر العصور وكانوا بحق خير مثال يقتدى به
وقد تأخذنا إلى عصرنا الحالي
عصر التقنية والإنفتاح على العالم
عصر سهولة الحصول على المعلومة
تلك هي آلة الزمن الحقيقية
فمن لم يكن له ورد يومي ينهل فيه من معين الكتب
فقد حصر نفسه في زمانه ومكانه
وأغلق على عقله الأبواب
بقلم / أنوار المجد